كتبت: أمنية عمر
في الثاني من أغسطس عام 1914، أرسلت الحكومة الألمانية إنذارًا نهائيًا لبلجيكا طلبت فيه السماح لها بالمرور عبر أراضيها، ولم تنتظر ألمانيا كثيرًا؛ حيث قامت قواتها بغزو لوكسمبورج.
لكن بعد يومين، رفضت الحكومة البلجيكية هذه المطالب، لتعلن ألمانيا الحرب عليها، وبالفعل عبرت القوات الألمانية الحدود وبدأت معركة لييج.
ومع اندلاع الحرب، تعددت التكهنات والروايات عن مصير البارون إمبان، وأين ذهب الرجل بعد أن غادر مصر إلى بلجيكا قبل أن تجتاحها الجيوش الألمانية، ولما كان البارون ضابطا في الجيش البلجيكي التحق بفرقته.
وعندما استسلم الملك ليو يولد، واحتل الألمان بلجيكا ومن يومها انقطعت أخبار البارون المليونير، بحسب ما نشرته مجلة آخر ساعة آنذاك عن قصة اختفائه .
وتحدثت المجلة إلى إحدى ابنتيه في ميدان السباق فقالت لها: هل من أخبار؟.. وقد كان هذا السؤال كافيا لتفهم أن الاستفهام عن أبيها البارون ، لكنها أجابت: لا
قالت محررة المجلة: وماذا تظنون قد جرى له ؟
قالت: لا ندري تماماً ولكننا نظن أنه أسير عند الألمان !
البارون إمبان، إدوارد لويس جوزيف إمبان مهندس ومؤسس مشاريع ومالي وصناعي بلجيكي ثري، بالإضافة إلى أنه عاشق للآثار المصرية.
بدأ العمل مع أخيه البارون فرانسو إمبان وعدد آخر من أفراد أسرته وحققوا نجاحات كبيرة وثروات هائلة في مجال عملهم في إنشاء المشاريع وخاصة مشاريع مد خطوط السكك الحديدية والترام أو المترو وكذلك الإنشاءات.
منحه ليوبولد الثاني ملك بلجيكا لقب بارون في عام 1907 تقديراً لمجهوداته في تمويل مستعمرات المملكة البلجيكية، ولم يقتصر البارون نشاطه على المجالين الاقتصادي والهندسي فقط، بل امتد إلى مجالات السفر والترحال، فانطلق بأمواله إلى عدة بلدان مثل المكسيك والبرازيل والكونغو والهند حيث استطاع تنمية ثروته.
وانتهى به الترحال إلى مصر فوصل إلى القاهرة في نهاية القرن التاسع عشر، بالتحديد بعد عدة سنوات من افتتاح قناة السويس، ولم تمضِ أيام حتى عشق الرجل مصر وقرر البارون إقامة قصره الخاص في الضاحية المصرية حديثة النشأة آنذاك «هيليوبوليس».
وقد اختار تصميم المهندس المعماري الفرنسي ألكساندر مارسيل خلال عرضه في معرض هندسي في باريس عام 1905، والذي تميز بتصميم داخلي على طراز العصور الوسطى الأوروبية وتصميم خارجي على طراز المعابد الهندوسية وهو قصر بارون.
المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم
